..تشهد المنطقة العربية مناخا متقلبا غير معتاد، فبينما أغرقت الأمطار الرعدية مكة المكرمة في أغسطس وبداية سبتمبر، ارتفعت درجات الحرارة بشكل قياسي في نفس الشهر وذات المدينة.
ولم تكن مكة مختلفة عن مدن عربية أخرى أصبحت تشهد طقسا متقلبا في اليوم الواحد.
وكانت المنطقة العربية ودول الشرق الأوسط تمتاز بطقس معتدل جعلها محور اهتمام سياحي عالمي لسنوات طويلة، إلا أن تغييرا حال على ما يبدو دون استمرار هذه الميزة.
ويقول خبير الطقس، أيمن صوالحة، إنه لا يمكن وصف المتغيرات الحالية للطقس في العالم العربي بالتغير المناخي، مضيفا “هذه المتغيرات حدثت في الماضي عدة مرات، لكن اللافت للنظر تكرارها في العشر سنوات الأخيرة”.
ودلل صوالحة في اتصال مع “سكاي نيوز عربية” على حديثه بأمثلة لشتاء قارس كان قد ضرب منطقة الشام في أعوام 1982 و1991 و2002، حيث تراكمت العواصف الثلجية على عمان والقدس وبيروت.
كما أشار صوالحة إلى شتاء فبراير 1950 الذي شهد تساقطا نادرا للثلوج فوق البحر الميت، وهو مالم يتكرر حتى الآن.
ويرى صوالحة أن هذا التقلب في أحوال الطقس يمكن تسميته بالتطرف المناخي الذي ينتج عن ظروف ودورات مناخية طبيعية حدثت في الماضي وتتكرر في الحاضر وربما سوف تتكرر في المستقبل.
وحتى العاصفة “أليكسا” التي ضربت بلدانا عربية في ديسمبر 2013، قال عنها صوالحة: “نعم كانت الأقوى فيما يتعلق بتراكم الثلوج مقارنة بعاصفة أخرى ضربت بلاد الشام في ديسمبر 1920، ولذا فهي ليست استثناء”.
وعلق خبير الطقس عن تقرير نشرته وسائل إعلامية مؤخرا، تحدث عن أن الشتاء المقبل سيكون الأكثر برودة منذ 30 عاما، بقوله: “التقرير صدر عن جهات عالمية، لكن بعض وسائل الإعلام حرفته عند نقله”.
وفسر صوالحة خطأ نقله وتحريفه بقوله: “شتاء قارس في بلاد الشام والجزيرة العربية يعني استحالة الحديث عن شتاء قارس في المغرب العربي”.وأرجع صوالحة ما تشهده البلاد العربية من طقس متقلب مؤخرا إلى انحراف ظاهرة النينو المناخية في المحيط الهادي، التي تؤثر بشكل مباشر على مناطق خط الاستواء وغير مباشر على المناطق الأبعد مثل المنطقة العربية.
وقد تؤدي ظاهرة النينو، وهي ارتفاع في درجة حرارة سطح المياه في المحيط الهادي، إلى جفاف في بعض أجزاء العالم وفيضانات في مناطق أخرى.
وأضاف صوالحة “تأثير النينو أكبر وأكثر وضوحا عند الحديث عن الانحراف المناخي مقارنة بالاحتباس الحراري والتغير المناخي”.